الجمعة، 30 مارس 2012

هل خانت النهضة ثوابتها ؟

لا يخفى على أحد ما أثارته قضيّة التنصيص على "مصدريّة الشريعة"  في الدستور من جدل  على الساحة التونسية و بالأخصّ الإسلاميّة منها ليخرج المنادون بها في مظاهرات داعمة و المتخوفون منها في مظاهرات رافضة 
و هنا تجب الإشارة إلى أنّ الداعين لا يعلمون إلى ما يدعون و لا المتخوفون يعلمون ممّا يخوفون 
فالداعون يقولون نعم لتحكيم شرع الله و النقاش ليس حول التحكيم لشرع الله من عدمه و إنّما حول مصدريّة الشريعة الإسلاميّة من ضمن مصادر أخرى يرتكز عليها المشرّع الوضعي في سنّه للقوانين و هذا خلط جوهري قد لا يغتفر إذا ما تمّ التنصيص على المصدرية و الجميع يعني التطبيق رغم أنّ جلّ الداعين إلى تطبيق الشريعة و أحكامها يعلمون أنّه لا الظروف مهيئة لذلك و لا الشروط كذلك و لا السلطة قادرة على ذلك فالسلطة ليست إسلاميّة في المطلق و إنّما هي بعض من سلطة بعد ثورة لم يمض عليها العام فهل بعد عام يمكن أن نطبّق الشريعة ؟ 
ثمّ من كان ليعتقد أصلا أنّ المسألة ستثار في هذا الوقت بالذات فالمدّة ليست بكافية لمثل  هذا الطرح ؟
و لم نر على الأقلّ من قدّم نفسه في الحملة الإنتخابيةعلى أنمّه سيطبّق الشريعة أو حتى أن ينادي بها كمصدر و إنما في أحسن الحالات قامت حركة النهضة بتضمين التأكيد على إسلامية الدولة و على التمسّك بالفصل أوّل علما و أن مناقشة الفصل الأوّل و إعادة صياغته كان مطروحا من قبل العديد من الأحزاب و ذلك بتضمين عبارات "تونس دولة مدنية نظامها ديمقراطي تحترم الحريات " دون ذكر الديانة و هو إنكار للهوية العربية الإسلامية و لدين الدولة و الشعب و هذا الطرح كان العديد من القابلين اليوم بالفصل الأوّل يرون فيه تأكيدا على المنحى الحداثي و الديمقراطي لتونس ما بعد الثورة 
هؤلاء هم المتخوفون من الشريعة و من تطبيقها حتى أنهم متخوفون من المصدرية و يعلمون أن حركة النهضة تتحدّث عن المصدرية لا عن التطبيق و رغم ذلك يروجون على أنّ المقصود هو التطبيق و هم المالكون لوسائل الإعلام  بكلّ أنواعه 
فمثلا نأخذ رأي المنصف المرزوقي الذي قال "الشريعة تعني قطع الرؤوس كلّ يوم جمعة في جامع الزيتونة " 
هنا يؤكّد الطرفان "الإسلامي و العلماني" بأنّه إمّا لم يفهم ماذا تقصد النهضة بالمصدريّة أو أنّ العلماني  يشوّه لكي لا يمرّ الإقتراح و الإسلامي يتمنّى أن لا تكون مصدرية و إنما تطبيق و هذا ممّا لا يتّسق المجال له 
فإذا ما سلمنا بأن يقوم المجلس بإستفتاء شعبي على هذه النقطة و في ظلّ وسائل إعلام متواطئة لن يصل إلى الشعب إلاذ كلمة "تطبيق الشريعة" و هنا طبعا لا يعلمون من الشريعة إلاّ الحدود و بالطبع يمكن للمصدرية أن تنجح في الإستفتاء و لكن هل سينجح "تطبيق الشريعة" 
في هذا المجتمع الذي يحتاج إلى دعوة و تعريف بالشريعة و الدين و بكلّ مفاصله فالكلّ يعلم بأنّ تونس أرض دعوة بعد سياسات تجفيف المنابع و تلويثها فهل يعي التونسي معنى الشريعة أو حتى معنى المصدرية في حدّ ذاتها ؟ و هل من السهل عليه التفرقة بين المصدرية و التطبيق ؟ 
أظنّ بأنّ الجواب  موجود عندما تشاهد فقط الساحة التونسية و وسائل الإعلام التي تبث و الشارع الذي تمشي فيه و الكليّة التي تدرس فيها و ليس المسجد الذي تصلّي فيه و الإخوة الذين تتحدّث معهم 

تقول لي الشريعة تفرض فرضا و ليس عليّ  أن أستشير الناس لكي أفرضها أقول لك من أنت لكي تفرض  و على من ستفرض ؟ هل 
ستفرض على سارق لم يجد القوت أم على من لم تعلمه أنّه عليه أن يترك الخمر لأنّك متخاذل عن الدعوة  ؟

أما عن المصدرية فقانونا ليست المشكلة في المصدرية فهناك من الأمثلة التي تحمل المصدرية في الدستور الكثير فالدستور اليمني يعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع و الدستور المصري مصدرا أساسيا و الدستور السوري كذلك 
فالأوّل قتل فيه الشعب و إعتدي على الحرمات و وصل إلى التقسيم إلى شمال و جنوب في ظلّ هذا الدستور أما الثاني (دستور مصري 
)
فقد عقد مع إسرائيل عقودبيع الغاز و الشعب المصري في أمسّ الحاجة إليه هو و الشعب الفلسطيني و أمّا الثالث فالنظام السوري المتخذ للشريعة مصدرا يذبح شعبه الذي يعلو صوته بالله أكبر فعن أيّ مصدريّة تتحدّثون ؟
و هنا نذكر بأنّ 7 دول عربية و إسلامية تتخذ فقط عبارة الإسلام دينها كما هو الدستور التونسي و بهذا أفنّد مقولة الفصل البورقيبي 

فهل المشكلة مشكلة تنصيص أم هي الممارسة ؟ 
نعم هي الممارسة فلم تكن هناك مؤسسة دستورية تعنى بمراقبة دستورية القوانين فقد مرذ منشور عدد 102 و من بعد 108 سيء الذكر و المتعلق باللباس الطائفي و مرّت عدّة قوانين مخالفة للشريعة الإسلاميّة و من بينها قانون التبنّي الذي أعتبره الكارثة الكبرى في تاريخ القوانين الوضعيّة و الذي ولّد عديد المآسي في المجتمع التونسي و لا أستثني قانون إسناد اللقب العائلي الذي يتعارض جملة و تفصيلا و آثارا مع الشريعة الإسلاميّة تلك القوانين التي مرّت لم تمرّ إلاّ في ظلّ غياب جهاز دستوري يراقب و يمنع صدور قوانين مخالفة للإسلام فلم يكن موجودا إلاّ مجلس دستوري تجمّعي وظيفته إستشارية و عبارة الإسلام دينها منعت التوقيع على عديد البروتوكولات التي تعنى بإلغاء عقوبة الإعدام كما أبدت الحكومة التونسية تحفظها في على عديد البروتوكولات و من بينها عدم التمييز ضدّ المرأة و خاصّة بندي المساواة التامّة في الإرث و كذلك حرية الزواج "صورة الزواج بغير مسلم" 
كما سجّل فقه القضاء التونسي الإستناد على عبارة الإسلام دينها في قضايا توارث بين غير مسلمة و مسلم إستنادا إلى "المسلم لا يرث غير المسلم" و عدّة حالات فعّل فيها الفصل الأوّل و هو كاف في ظلّ وجود محكمة دستوريّة 

أمّا سياسيا فالتنصيص على المصدرية أو حتى على كلمة شريعة فهو مساهم في  التفرقة داخل المجتمع التونسي في فترة تتّسم بالهشاشة و عدم الوضوح فلا الرافض يعلم لما رفض و لا الموافق بقادر على أن يقنع الرافض بالموافقة 
و الملاحظ أنّ المنادين بالشريعة و المساندين لها إمّا نهضوييون أو سلفييون أو أناس عاديون ملتزمون و هنا أسجّل ما شهادت جمعة  نضصرة الشريعة أمام المجلس التأسيسي فقد كان المساندون عموما من الملتزمين و الملتزمات إلاّ  من بعض غير المحجبات (الكلّ بقي يصورهن و كأن المطلب شعبي و الكل يطالب به و هن 4 من غير المحجبات لا غير علما و أن جلّ بنات تونس غير محجبات فأين هنّ؟)و البعض من غير الملتزمين و الأصل فيه أن يكون الجميع مطالبين بهذا المطلب بكلّ فئاتهم 
و هنا أعطي مقارنة بسيطة بين جمعة القصبة 2 المنادية بالمجلس التأسيسي و إسقاط حكومة الغنوشي و الشريعة فقط كان بهذه المسيرات كلّ أطياف المجتمع التونسي فأيهما أهمّ المجلس و إسقاط حكومة السبسي أم الشريعة ؟ 
طبعا الشريعة فلماذا لم ينزل جلّ الشعب التونسي بكلّ مكوناته ؟ و هنا أدحض مقولة  شعبيّة المطلب فهو ليس شعبيا و إنما مطلب للملتزمين سواءا نهضويين أو سلفيين أو غيرهم من التونسيين 

المسألة الأهمّ بالنسبة لي هو عدم إستعجال الحركة الإسلامية التي صعدت إلى الحكم للثمرة فكلّ التجارب السابقة تقول بأنّ كلّ الحركات الإسلامية التي صعدت إلى الحكم أو هي في طيرقها له و إستعجلت الثمرة قامت بكارثة جنت على بلدانها و على المشروع الإسلامي في المنطقة السودان مثالا  فبإنقلاب النميري رغم تبنّيه لفكر إخواني وسطي قام بإدخال السودان في حرب أهليّة جنت عليه الويلات و لا ننسى تجربة الجزائر الذي كانت فيه الجبهة الإسلامية أكبر القوى فإستعجلت الثمرة و تقوّت و كان خطابها حماسيا" يقولون صدعت بالحقّ" و قد كانت في مسيراتها تخرج 2 ملايين في شوارع الجزائر العاصمة و ها قد ذهب المشروع أدراج الرياح و نصبت لقيادات المشروع المشانق مع الشعب الأعزل لا لشيء إلاّ لأنّ فرنسا و الجنرالات لم يرضوا على هذا الوليد الذي سيغيّر موازين القوى 
فهل هذا من الكياسة 
؟ إنّ إستعجال الثمرة و عدم الصبر على الدعوة و كأنّ القادم  لن يكون أفضل من الدكتاتوريات التي كنا نعيش  هم المسبّب الرئيس في فشل الحركات الإسلامية 
فبالأمس القريب كنّا نقول نريد أن نتطلّع على العالم من ثقب إبرة و لم نجد ذلك الثقب و اليوم العالم كلّه أمامنا نتطلّع فيه و ننهل منه و نخاطبه بكلّ حريّة أفنحفر قبور هذا المشروع بأيدينا فهل تجاملنا السنن الكونية التي لا تجامل ؟ 
الكياسة و الحنكة و التدرّج و خاصّة الثقة بالله و العمل سنين طوال هو الذي سيجعل المشروع الإسلامي ماض لا تهدّده الأخطار و لا الأهوال و إنما الحماسة في غير موضعها و إستعجال الثمرة هو المدمّر الرئيس للمشروع الإسلامي 


الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

حزب التحرير الإسلامي والتضليل السياسي

هناك كتاب عن حزب التحرير هذا الحزب الذي طالته بعض الإنتقادات تارة و الكثير من الرضاء تارة أخرى  و خاصّة في تونس التي تعتبر من البلدان الذي برز فيها هذا الحزب في الآونة الأخيرة نظرا لمناخ الحريّة و ثانيا لجهل الكثيرين بخفايا و حقيقة هذا الحزب و كي لا نتجى عليه إخترنا لكم هذا الكتاب و هو بمثابة دراسة موضوعيّة للحزب و يقول الكاتب  

يقول المؤلف وهو يكشف عن حقيقة حزبالتحرير: 

"ولقد خفيت حقيقة حزب التحرير عن أغلب الدارسين للحزب فضلاً عن غيرهم، لصياغة عامة أفكاره ـ وخاصة السياسية منها ـ بطريقة متقنة وقائمة على التحريف والتزوير والتغرير، مستخدماً أسلوب الشد الفكري والشد العاطفي وزرع الألغام بينها. فأدى هذا الأسلوب المضلل إلى تأثر الجماهير الغافلة ـ أفراداً وجماعات ـ بمفاهيمه ونظراته وتحليلاته السياسية المبنية على نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، أو المتأثرة بها على أقل تقدير، بل أصبحت هذه المفاهيم بلا أدنى تردد، هي الحاكمة على تفكيرهم دون شعور منهم، فخفيت بذلك عليهم حقيقته. لذا فإنني لا أريد أن أستبق النتائج، التي سأعرضها أمامك لتراها بعينك وتحكم عليها بعقلك، وما دوري إلا أن أجمع لك شتات الحقيقة المبعثرة، وأقرب لك الصورة الكاملة لتصدر حكمك أنت على حزب التحرير عن بصيرة وفهم لواقعه.

وأستطيع أن أقول لك بكل ثقة، أنّ ما ستجده في هذا الكتاب لن تجده في أي كتاب تعرض لدراسة وتقويم حزب التحرير! وهذا من باب التحدث بنعمة الله عز وجل. وسبب ذلك، أن هذا البحث قد ناقش الحزب في أهم خصائصه وميزاته، بل في صلب اختصاصه باعتباره حزباً سياسياً لا غير. فتراني قد ناقشته في مفاهيمه ونظراته وتحليلاته السياسية التي يزعم أنه قد حاز فيها قدم السبق دون غيره من الجماعات والحركات الإسلامية . أ هـ





وقد لخص المؤلف في الخاتمة عددا من الأدلة الصريحة الصحيحة الكافية للبرهنة على عمالة (حزب التحرير) للشيوعية الاشتراكية ومن خلفها اليهودية.
وهي:

1- تأثر شخصية مؤسس الحزب، الشيخ (تقي الدين النبهاني)، بالحركات القومية اليسارية في زمنه. فقد اعتنق العقيدة البعثية الاشتراكية قبل تأسيسه لحزب التحرير، وكان عضوا في ((كتلة القوميين العرب)) اليسارية. وساهم في انقلاب ضد الحكم في الأردن لصالح البعثيين الاشتراكيين، مما أدى إلى دفاع حزب التحرير عن الشيوعية الاشتراكية وأمها اليهودية، بمختلف الوسائل والطرق المذكورة في الكتاب. منها:
التقليل من الخطر الشيوعي على العالم كله. 
التقليل من الخطر اليهودي والصهيوني. 
التقليل من خطر النفوذ الروسي الشيوعي في العالم إلى أقل حد، ونفيه كلياً عن منطقة الشرق الأوسط. 
تزوير واقع الشيوعية، بالتستر على يهوديتها، وبزعمه أنها رأسمالية وذلك من خلال: 
- قوله: إن الشيوعية وليدة الرأسمالية ويستخدم هذا الأسلوب، حين يفتضح أمر الدول الاشتراكية وعملائها، ومثاله: زعمه بأن اشتراكية جمال عبد الناصر، أوجدتها أمريكا!!
- وصف الدول الشيوعية بالرأسمالية!!
- وصف عملاء اليسار أو اليهود بالعملاء الإمبرياليين للغرب. كزعمه: بأن جورباتشوف ويلتسن، زعماء الاتحاد السوفييتي السابقين، وجمال عبدالناصر عملاء لأمريكا!!
· التعاطف مع الاشتراكيين البعثيين ضد الإخوان المسلمين.
· تحريم القتال ضد الماركسية!!
· التستر على الدور الشيوعي في إقامة دولة إسرائيل.
· القول بأن الاشتراكية العلمية اشتراكية رأسمالية!!
· تبرير جرائم الشيوعية العالمية وإيجاد مخارج لها!!
· تزيين وتلميع وجه الشيوعية أمام الرأي العام بعدة وجوه.
2- ينطلق حزب التحرير في صراعه السياسي مع الأنظمة القائمة، من (نظرية ماركس اليهودية للتفسير المادي للتاريخ)، حين يركز على الدول المعادية لليسار، تركيزا واضحا، مَلَكَ عليه عقله وقلمه ولسانه. وأهمل إلى حد كبير الصراع مع الدول الاشتراكية، بل ذهب إلى تلميعها وتزيينها وتبرير جرائمها([1]).
3- لا يرى حزب التحرير ما يراه المسلمون، أن العمل على إصلاح المجتمع، يكون من خلال إيجاد حركة تغييرية تشمل جوانب العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات، المستند إلى قوله تعالى: )إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ( [الرعد:11]. وقوله تعالى: )لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ( [آل عمران:164]. وقوله تعالى: )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ( [النور:55].
بل يعمل جاهداً على إبعاد الناس عن سلوك هذا السبيل الوحيد والصحيح الموافق للكتاب والسنة وسيرة الرسول ×، وقواعد علم النفس الاجتماعي، في بناء دولة الإسلام. بل يَعتبر ذلك، عملاً معيقاً للمنهج الذي يراه صحيحاً في التغيير المتمثل ـ على حد زعمه ـ بالصراع السياسي مع الأنظمة القائمة المستهدفة، ومن الملفت للنظر أنه يركز في صراعه على الدول المعادية للاشتراكية.
4- وضع العراقيل والإعاقات أمام كل من يعمل لبناء المجتمع المسلم، وعودة الوحدة الإسلامية بالطرق الإيجابية الصحيحة، بل ذهب إلى ـ ما هو أبعد من ذلك- التشكيك بكل الجماعات الإسلامية المخالفة له واتهامها بالعمالة للإنجليز أو الأمريكان، وهذا هو ديدن الشيوعية واليهودية.
5- يعمل الحزب على إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم بحجة جواز قبلة المرأة الأجنبية أو مصافحتها، وجواز النظر إلى الأفلام والصور الهابطة العارية والجنسية، وجواز تبرج المسلمة في الدول الكافرة أو بعض البلاد الإسلامية مثل بيروت. وغير ذلك من الفتاوى الساقطة التي تقوم الشيوعية واليهودية على نشرها في العالم.
6- يعمل الحزب على تكريس حالة الفقر في المجتمع المسلم، من خلال تحريمه لقيام الجمعيات الخيرية بنشاطات اجتماعية تطوعية لسد حاجات الفقراء والمحتاجين، وبذلك يقدم للشيوعية ما تصبو إليه من استخدام حالة الفقر لتغذية الصراع الطبقي بين الأغنياء والفقراء.
فهذه المجموعة من الأدلة الصحيحة الصريحة كافية للبرهنة على عمالة (حزب التحرير) للشيوعية الاشتراكية ومن خلفها اليهودية. 
فبصفته حزباً سياسياً- مبدأه الإسلام- قد ساهم مع الأحزاب اليسارية عموما (شيوعية، اشتراكية، بعثية، ناصرية، قومية عربية، الحركات التقدمية، الحركات التحررية، الجبهات الشعبية،...) قد ساهم إلى حد كبير، من خلال مفاهيمه ونظراته و تحليلاته السياسية التي قد أثارها بين المسلمين وفيهم، في صرف الناس عن العدو الأكبر والشر الأحمر، الذي قتل حوالي (200) مليون مسلم في أقل من قرن من الزمان، في مختلف ديار الإسلام، واحتل حوالي (30) مليون كم2 من أراضي المسلمين، وهذه المساحة تعادل، مساحة قارة أفريقيا كاملة، أو ثلاثة أمثال قارة أوروبـا.
ويكمن الخطر من جهة حزب التحرير، كونه يرفع لافتة إسلامية، مما يستعطف الإسلاميين، وينال ثقتهم. فيقبلون بقلوبهم وآذانهم إليه، فتسري في جسد الأمة سموم المخطط الصهيوني اليهودي دون أن تشعر بذلك، بل إنهم يعتقدون في أنفسهم، أنهم يحسنون صنعا، وأن مخالفيهم عملاء أو طواغيت. 
بعد هذا البيان، كيف تُسلم الأمة أمرها، لمن خرج بفتواه في الدين والعقيدة، عما هو معلوم من الدين بالضرورة ؟ وكيف تأمنه أن يكون مفتيا لها في المسائل السياسية والسياسة الشرعية؟ إن حزب التحرير لم يرغب عن الكتاب والسنة فحسب، بل خالفهما في قضايا مهمة وأساسية. ومن خالف الكتاب والسنة، ولم يتمسك بهما، ضل في أمره. قال رسول الله ×: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) [صحيح في ((صحيح الجامع))]. 
فمصير كل فرد أو جماعة أو فئة أو دولة، تأثرت بمنهج حزب التحرير في التغيير، لا أقول الفشل والضلال فحسب، بل سَتُسلِم، نفسها، ودينها، وعرضها، وأرضها، ومالها، لألد أعداء الإنسانية عامة، والمسلمين خاصة، من اليهود والشيوعيين، علمت بذلك أم جهلت. بل ستعمل ولو عن غير قصد، على إقامة إسرائيل الكبرى ومن ثم سيطرة اليهود الكلية على العالم. 
فقد رأينا ما حل بنا من مصائب تواصلت وتسلسلت حلقاتها علينا عبر العقود الماضية، بسبب أفكار الشيوعية الاشتراكية، وأفكار حزب التحرير، كان آخرها أن رَفَعَ تنظيم القاعدة المتأثر بأفكار حزب التحرير، رايات الجهاد باسم التوحيد، لنصرة الاشتراكية، وقاتلوا تحت رايتها، بحجة التقاء المصالح، وما علموا أنها مصالح موهومة، لا حقيقة لها إلا في عقول الحالمين، أو المغفلين النافعين، أو غثاء السيل الخائبين. وما كان ذلك ليكون، لو علم أولئك المقاتلون، أن أفكارهم ومفاهيمهم السياسية، وكثير من أفكارهم الشرعية، مبنية على مفاهيم ونظرات حزب التحرير وما دسّته الشيوعية اليهودية، وأن هذا الحزب قد بُرمِجت أفكاره وصيغت صياغة غاية في العمل الجاسوسي المتطور لتطبيق نبوءات التوراة والتلمود، ولتطبيق ما يسميه اليهود (العقيدة اليهودية)، ومنها قيام إسرائيل الكبرى. 
ولعل بعض أفراد الحزب يدرك هذه الحقيقة بعد قراءة هذا الكتاب وتدبره بتجرد بعيدا عن الانتصار للأشخاص أو الحزب، فالحق أبلج وأولى بأن يتبع، فإن تقليد الآباء أوالأجداد أو السادة أو الكبراء، من صفات الكافرين، التي لا تليق أبدا بمن أدى الصلاة وآتى الزكاة وسعى جاهدا لإقامة دولة الإسلام، وعلى المسلم أن يتحرر من هذه الصفات السيئة: )وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ(، بل إن التقليد الأعمى، يُعَدّ من سوء العمل واتباع الهوى: )أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ(. ثم يوم القيامة تبدأ الخصومات بين السادة والضعفاء، فيشكو الضعفاء سادتهم وكبراءهم: )وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا(، بل يتطور الموقف ويزداد بينهم توتراً فيعلنون البراءة من بعضهم بعضاً:)إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا(، فهذه الصفات الذميمة تحرم العبد من الصراط المستقيم، والنور المبين.
ثم قبل أن نغادر هذا البحث أذكّر القاريء الكريم، إلى أمر مهم كان قد لاحظه خلال تدبره لمسائله، وهو أن عامة مفاهيم ونظرات وتحليلات حزب التحرير تُصنّف تحت باب التضليل السياسي الإعلامي، وهذا التضليل منطلقه الكذب المقصود الذي لا يمكن التماس الأعذار فيه لقائله، أو تأويله بطريقة تخرجه عن سبق الإصرار.
وهنا لابد من التسائل: تحت أي مبرر من المبررات قام حزب التحرير بتعمد الكذب في مفاهيمه ونظراته وتحليلاته السياسية ونشرها في المجتمع المسلم؟؟
فإن كان الحزب إسلامياَ حقاَ كما يقول، فكيف يجيز لنفسه الكذب على المسلمين، والعمل على إضلالهم؟ فمعلوم من الدين بالضرورة أن الواجب على المسلم هداية الضالين وإرشادهم، لا إضلال المهتدين والتغرير بهم. وما هو مصير أمّةٍ تشرّبت ضلالات حزب التحرير، غير أنها أصبحت (غثاء كغثاء السيل)؟
وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد حرمت الكذب على غير المسلمين، فبأي مبرر أجاز الحزب لنفسه ممارسته على المسلمين؟
هل باعتبارهم كفاراً محاربين؟ وهذا ما لا يقوله حزب التحرير. أم أنه لا يعتبر نفسه من المسلمين؟ وهذا غير وارد كذلك.
فنحن نعتقد أن الحالة الوحيدة التي تنسجم مع واقع حزب التحرير وتعامله مع المسلمين، هي:
أن حزب التحرير يمارس التّقِيّة بأفكاره على المسلمين ليقوم بجذبهم إليه وكسب ثقتهم، ومن ثم يُلقي عليهم بقذائف التضليل السياسي لمصلحة أولئك الأعداء الذين طالما دافع عن جرائمهم، وقلل من شأنهم وخطرهم من الاشتراكيين والصهاينة اليهود، سواء قصد ذلك أم لم يقصد، وهذا الحكم على حزب التحرير أقل ما يقال فيه، إذ لا يهمنا في الوقت الراهن البحث عن طبيعة الصفقة بين الحزب وسادته ممن ذكرنا، سواء كانت مع حسن النية أو مع سوئها. أم كانت مع الإكراه أو من دونه، لأن ذلك لا يؤثر مطلقاَ على نتيجة الحكم عليه. 
وأؤكد فـي هذا الموضع على ما ذكرتـه من قبل، أن البحث يناقش أفكــاراَ لا أشخاصاَ، وإنني أؤمن بـأن نوايـا أفـراد الحزب حسنـة ، وأنهم حقـاَ يريدون إقامــة الخلافـة الإسلامية بالطريقة التي لُقّنوها تلقيناَ، ولكن كم من مريد للخير لا يصيبه.
قال الله تعالى: )يا أيُّها الذينَ آمنوا اتَّقوا اللهَ وقُولوا قَولاً سَديداً * يُصلِح لَكُم أعمالَكُم ويَغْفِر لَكُم ذُنوبَكَم ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقد فَازَ فَوزاً عَظيماً(.
فكيف يتمكن المسلمون من القول السديد، الذي به يُصلح الله أعمالهم، ويغفر لهم ذنوبهم، مع وجود من يسعى جاهداً لإضلالهم وإفساد أفكارهم؟؟!! وما هو واجب المسلمين تجاه من يفعل ذلك بهم؟ فهل نكتفي بالحوقلة، أو الاسترجاع؟ 
وإذا اكتفت الأمة بذلك!! فحقا..َ إنّا لله وإنّا إليه راجعون!!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه: عدنان بن عبدالرحيم الصوص
في شوال/ 1426هجرية. الموافق تشرين ثاني 2005م 
عمّان/ الأردن


الخميس، 6 أكتوبر 2011

التكتل من أجل البزنس و الأفاريات :كراهب نهار 13 جانفي يتسلفهم مالطرابلسية

اليوم و أنا متعدّي في وسط اليلاد نلقى ثلاثة كراهب حمر مكريّين  و مكتوبين نفس الكتيبة قلت نقرب نلقى  مكتوب علاهم إسم حزب التكتل متع سي المناضل متع فشان العجل

ذكرني المشهد بنهار 13 جانفي وقت خرجو كراهب الطرابلسية يزمروا بعد الخطاب
إيه علاش لا و السيّد دخّل معاه جماعة التجمّع و نسى نضالاتو متع فشان العجل و البوليصس السياسي إلّي بقى يفشلو كان في العجل وقت كان يحاصر في  مناضلين حقيقيّين

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

ردّا على مقال تصور حزب النهضة للنظام السياسي : من دكتاتورية الفرد إلى دكتاتورية الحزب


ردّا على مقال أو تدوينة  تصور حزب النهضة للنظام السياسي : من دكتاتورية الفرد إلى دكتاتورية الحزب نسوق بعض الردود على كلّ فقرة و فكرة
 أورد الكاتب حزب النهضة يدعو لنظام برلماني تامّ. و لهنا نحب نذكر  القرّاء انو النظام البرلماني لا يفترض الفصل بين السلطات وانما التعاون بينها. على خاطر كي نقولو الفصل بين السلطات معناها كل سلطة (تشريعيّـة - قضائيّـة - تنفيذيّـة - إداريّـة)  تخدم وحدها في نطاق صلاحيّـاتها من غير ما تتدخّـل سلطة أخرى في عملها أو في مكوّناتها أو في تعيين أعضائها. وباش نعطي مثال، في تونس الناس إلي تطالب بإستقلالية القضاء، من ضمن مطالبها بالأساس القطع مع نظام يكون فيه المجلس الأعلى للقضاء معيّـن من طرف رئيس الدولة و نقلة القضاة مقررة من طرف وزارة العدل

.الردّ : نذكّر الكاتب بأنّ من وضع نظام الفصل بين السلطات هو منتسكيو الذي يقول لكي لا تقع الإساءة بالسلطة فإنه يقتضي بتهيئة طبيعة الأشياء أن توقف السلطة السلطة الأخرى   و قد نشأ إنطلاقا من تأويل مبدأ الفصل بين السلطات نظامين إثنين : النظام البرلماني و النظام الرئاسي و هنا نذكّر بأنّ النظام البرلماني هو وليد الفصل بين السلطات و ليس لمسألة التعاون أي دخل في عدم الفصل و إنّما النظام البرلماني قائم على ثنائتين و هما الفصل الهيكلي المرن بين السلطات و هنا أستغرب كيف ألغى الكاتب هذه النقطة و قام بالخلط بين التعاون الوظيفي و الفصل الهيكلي المرن و الحال أنّ التعاون لا ينفي الفصل و النقطة الثانية التعاون الوظيفي بين السلطات و هنا أريد أن أبيّن معنى الفصل الهيكلي المرن بين السلطات و تتجلّى هذه المرونة من خلال إمكانية تدخّل البرلمان في تعيين رئيس الدولة مثلما هو الحال في إيطاليا ينتخب من قبل مجلس الشيوخ و أعضاء الحكومة من جهة و من خلال تدخّل السلطة التنفيذيّة في تعيين أعضاء المجلس الثاني في البرلمان مثال مجلس اللوردات في بريطانيا الذي يعيّن أفراده من قبل الحكومة  أمّا مسألة إستقلاليّة القضاء أريد أن أسأل عن مدى إستقلاليّة القضاء البريطاني و البلجيكي  ؟؟؟فهذه الأنظمة برلمانيّة و لا نرى تبعيّة للسلطة القضائيّة لأي من السلطتين الأخرتين كما أستغرب المعيار الذي يعرّف به الكاتب النظام البرلماني و هل أنّ التعاون أو الفصل الهيكلي المرن يشمل السلطة القضائيّة ؟؟ و هل يعلم بأنّ السلطة القضائيّة قائمة لا تتغيّر مدى قيام الدولة مهما كان النظام السياسي ؟؟ و هنا طرحه غير ذي موضوع من حيث الأصل كما أن النقطة 19 في البرنامج الإنتخابي لحركة النهضة تتناول مسألة إنتخاب المجلس الأعلى للقضاء و عدم التعيين من قبل أي كان  




يقول الكاتب  تصوّر النهضة للنظام السياسي ما يحترمش الفصل بين السلطات بالكل. الحزب هذا ينادي ببرلمان ذو غرفة واحدة على عكس أنظمة أخرى يكون فيها البرلمان فيه زوز غرف كيما في أمريكا وإلا فرنسا. والغرف هاذي تشبه شوية لمجلس المستشارين ومجلس النواب، مجلس المستشارين (السيناتور) يكون منتخب من "كبار الناخبين" وهوما عادة المستشارين المحليين (المنتخبين على نطاق البلديات conseillers municipaux) والجهويين ومستشاري الدولة و النواب و هو مجلس يهدف إلى تمثيل الجهات. حيث كل الجهات تتمتع بنفس نسبة التمثيل. أما مجلس النواب فهو مجلس منتخب بطريقة مباشرة وعامة (التوانسة الكل) و تمثيليّـتو تخضع أكثر للتوزيع الديموغرافي. بالطبيعة أنا كي عطيت مثال آخر لتصور برلمان مانيش نحب نقول انو هاذا هو إلي لازمنا نعملوه بالحرف الواحد، أما باش نقول إلي راهو ثمة طرق أخرى في الأنظمة البرلمانية أكثر تعدديّـة... على خاطر كي تكون ثمة غرفة واحدة لازمك تختار: يا تمثّـل الجهات بنفس القدر (كذا نائب على كل ولاية) وإلا تمثل السكان (نائب على كل خمسين ألف ساكن مثلا) ووقتها ولاية  تطاوين يكون عندها نفس نسبة تمثيل مدينة منزل تميم... و في حالة البرلمان بغرفتين الإشكال هذا يتم تجاوزه بإعتماد طريقة تمثيـل مختلفة لكل غرفة



.نقول: نذكّر الكاتب أنّه نظام المجلس الواحد  ليس نظاما دكتاتتوريا و لم تبتدعه النهضة و إنّما إتبعته معظم دول  العالم لبساطته و
نظرا لتعقيدات نظام المجلسين  وأذكر لك أمثلة  من أعتى الديمقراطيات في العالم أنتهجوا هذا النظام و هم  الدنمارك و السويد و زيلندا الجديدة كما أنّ الأمثلة التي أوردتها و هي أمريكا و فرنسا لا تستقيم بإعتبار أن هذه النظم رئاسيّة مثل أمريكا و مزدوجة كفرنسا و المقارنة لا تجوز بين نظامين ليس لهما نفس الطبيعة القانونية و إنّما نقارن أمثلة من نظام واحد و لكلّ نظام خصوصياته أمّا مسألة التمثيل و تبرير الكاتب  تواجد غرفتين من أجل  تمثيلية تغطّي كلّ المناطق فأنا أذكّره أنّ نظام الغرفتين لم يقم من أجل التغطية الترابية و إنما يوجد التمثيل الجهوي و المحلي و مجالس جهوية و محليّة و  نظام الغرفتين ليس من أجل تغطية البلاد كلّها و قد برز هذا النظام في الدولة الإتحادية إذ يمثل التوازن بين مبدأ الوحدة و مبدأ الإستقلالية أمّا في الدولة الموحّدة فنظام الغرفتين ينجرّ عنه بطىء في العمل التشريعي و دولتنا موحدة و لا نحتاج لغرفتين  


يقول الكاتب: النهضة اختارت برلمان ذو غرفة واحدة تمارس السلطات التشريعيّـة والرقابيّـة، و لكن زادة تمارس سلطات تنفيذية بطريقة غير مباشرة. أول حاجة، البرلمان ينتخب رئيس صوري، كيف سي فؤاد المبزع، ويطلب منو باش يختار رئيس وزراء من الحزب إلي جاب أكثر مقاعد في البرلمان. هذا سياسيا يتسمى تغطية عين شمس بالغربال، على خاطر الحزب إلي باش يجيب أكثر مقاعد في البرلمان هو الحزب إلي باش يعين رئيس الوزراء والحكومة، والرئيس ما عندوش خيار آخر بخلاف انو يوافق. وفي الحقيقة ماهواش هذا الإشكال الوحيد. النهضة تحب بطرق في ظاهرها ديمقراطية تلتفّ على الديمقراطية. على خاطر الطريقة هاذي تسكر الباب أمام التحالفات المابعد إنتخابية. مثلا نتصورو انو النهضة جابت 25% من المقاعد، و الأحزاب الأحرى جابت الباقي ولكن كل حزب جاب شوية بطريقة تخلي انو حتى حزب ما يجيب وحدو أكثر من النهضة. الرئيس إلي باش ينتخبو البرلمان ملزوم انو يعين رئيس حكومة نهضاوي حتى كان تفاهمت بقية الأحزاب الأخرى و تحالفت باش  تكوّن كتلة بنسبة 75% وتشكّـل فولترون و ترشح رئيس وزراء آخر. وبالتالي أقليّـة 25% تحكم في البرلمان و تولي في يدّها السلطة التنفيذية

.نقول: أوّلا ما معنى السلطات الرقابيّة التي عناها الكاتب ؟ هي سلطات تعطى للبرلمان من أجل مراقبة آداء الحكومة  عبر لوائح اللوم و الإستجوابات أمّا مسألة تعيين رئيس الحكومة من بين الأحزاب الفائزة في البرلمان أو رئيس الإئتلاف الفائز فهذا لا يسمّى تغطية عين الشمس بالغربال و إنّما هو النظام البرلماني بعينه و القائم على ثنائيتي السلطة التنفيذية و هما حكومة يعيّن رئيس وزراءها من بين الإئتلاف الفائز في البرلمان  و رئيس الدولةو هذا يسمّى نظاما برلمانيا و هنا أستغرب أن يكون النظان برلمانيا و عندما تقوم النهضة بتبنّيه يصبح دكتاتورية و تغطية عين الشمس بالغربال و يقذف النظام البرلماني بآلاف الأوصاف و كأنّنا نتحدّث عن نظام مجلسي دكتاتوري كالذي في الصين و هنا أدعو الكاتب إلى مراجعة معلوماته حول النظام البرلماني و خصائصه أما في مسألة المثال الذي أعطاه من 25  في المائة للنهضة و البقيّة 75 في المائة  فالنهضة تأخذ رئاسة الوزراء و تكوّن الحكومة و لا يمكن للبقيّة إقامة تحالفات أو ما يسمّى بإئتلاف فهذا المثال فعلا مضحك  فرئيس الدولة يقوم بتعيين رئيس وزراء من بين الإئتلاف الفائز أو الحزب الفائز و إذا ما أخذت مثلا النهضة 25 بالمائة و 60  في المائة  إئتلاف يسمّى مثلا -إئتلاف 7 نوفمبر -فرئيس الإئتلاف يقوم بتكوين الحكومة 


 يقول الكاتب:
المشكل التقني انو الحكومات المشكّـلة من طرف البرلمان ماهياش باش تكون حكومات ناجعة لأنها باش تكون حكومات تعكس التجاذبات و الصراعات السياسية. بطريقة أخرى، يمكن في الحالة إلي ذكرتها سابقا، رئيس الوزراء النهضاوي يعرض حكومة على البرلمان والبرلمان إلي فيه 75% ضدّو يرفضوها بشماتة حسب النقطة 14 من برنامج النهضة ووقتها تبدا السمسرة السياسية : اعطيني وزارة الدفاع وتاو نخليلك الداخلية والبيئة... و نقعدو سبعة شهر كيما في لبنان ونحنا ما عندناش حكومة، ويجي سعود الفيصل بوطحش جايبها يتوسط باش يفض الأزمة، وتبدا فرانسا تدخل في خشمها... وحتى كان تشكلت حكومة ماهياش باش تكون جمعيّـة متفاهمة وتخدم مع بعضها... وانما باش تكون جمعية الوزير الشيوعي ما يتعاملش فيها مع الوزير متاع البديبي، و الوزير النهضاوي ما يتعاونش فيها مع الوزير الليبرالي... والأقليات الممثلة في الحكومة تنجم تلتجئ للسابوتاج باش تطيح الحكومة... تقولش عليك تخلي في رؤساء الجمعيات متاع الكورة تعمل في المنتخب الوطني...في رأيي الحكومة لازمها تكون كتلة ملتحمة وإلا فإنها باش تكون تاعبة ياسر.



نقول: هذه الفقرة تؤكّد لي من دون أيّ شك التأصيل لدكتاتورية و إستفراد بالحكم بدعوى الإستقرار السياسي و هنا يقول أن الحكومة تسقط بمجرّد تقاعس وزير ليس نهضاوي و هنا أذكّره بوسائل و سلطات الضغط البرلمانية و من بينها الإستجواب و هي أسئلة توجّه للوزير و محاسبة على آداءه طالما تتوّج بتقديمه لإستقالته قبل حتى حضوره أمام البرلمان إلى جانب طبعا لجان البحث البرلمانية و الأسئلة الكتابية و الشفاهية التي يقوم بها البرلمان كوسائل ضغط فردية على الوزراء دون المساس بالحكومة و هنا لن تسقط الحكومة


 يقول الكاتب :
البرلمان حسب تصوّر النهضة في النقطة 27، يعّـين زادة رئيس المحكمة الدستورية إلي تنظر في دستوريّـة القوانين (معناها كي البرلمان يعمل قانون، المحكمة الدستوريّـة تقول كان القانون هذا موافق للدستور وإلا لا) بالطبيعة هوني غياب الإستقلالية واضح وضوح الشمس... تقولش علينا نخليو في بن علي يعين في المجلس الأعلى للقضاء و نستناو في انو القضاء هذا يحاسب بن علي.
بطريقة أخرى ما تستنّـاوش من  المحكمة الدستورية إلي معينها البرلمان باش تقول انو قانون عملوا البرلمان غير دستوري.


 نقول:في النقطة 27 التي تقول يختار البرلمان رئيس المحكمة الدستورية بمعنى أنّ البرلمان يقوم بإنتخاب رئيس المحكمة
الدستورية فالبرلمان فيه أكثر من مائة عضو و ضمانات الإستقلاليّة لا تكون بالإنتخاب فقط  فمسألة المدّة  التي يعمل فيها  و عدم التجديد من جهة و الرئاسة الدائمة مدى الحياة كذلك في بعض الأنظمة التي إتخذت هذا المنهج من أجل ضمان إستقلالية رئيس المحكمة و الإنتخاب هو من قبل جهاز شرعي -البرلمان- و ليس تعيينا من قبل السلطة التنفيذية كما أنّ الدفع يعدم دستورية القوانين فيها مدرستين إما عن طريق الدفع أو عن طريق الدعوى و ليس في كلتا الحالتين يلغى القانون المخالف للدستور و إنما يعلّق العمل به في القضيّة المدفوع فيها بعدم دستورية القانون المطبّق و يبقى ساري المفعول و في هذه الحالة البرلمان لا يهمّه عدم الأخذ بالقانون من عدمه 
 يقول الكاتب: البرلمان في تصور النهضة زادة يعين رئيس دائرة المحاسبات (cours des comptes) و الأغرب انو  من ناحية النقطة 28 تقول : "استقلالية دائرة المحاسبات وتفعيل دورها في الرقابة ..." وفي السطر إلي بعدو النقطة 29 تقول "تتبع دائرة المحاسبات السلطة التشريعية أي البرلمان". و يختار البرلمان رئيس دائرة المحاسبات. في الحقيقة دائرة المحاسبات تتبع، من ناحية الإختصاص السلك الإداري أو السلطة الإدارية، وفي أغلب دول العالم الدائرة هاذي مستقلّـة، يكون رئيسها قاضي و العادة والتقاليد في فرنسا مثلا تلح على أن يكون متخرج من المدرسة العليا للإدارة. معناها مش إلي يجي. و بعض القانونيين يلحو على أن إختصاص دائرة المحاسبات من إختصاص المحكمة الإدارية لأنها تعنى بمراقبة حسن تصرف الإدارة في الأموال العمومية.

نقول : نفس المنطق و هنا نتسائل عن كيفيّة تعيين رئيس دائرة المحاسبات ؟؟؟ هل سيكون الإنتخاب شعبيّا ؟؟؟ و  هنا كذلك نتسائل عن مفهوم الإستقلاليّة عند الكاتب هل هي مرتبطة بالتعيين و الإنتخاب أم بالرضوخ لأوامر السلطة الأعلى ؟؟؟ و فقط تطبيق القانون عملا بقاعدة القضاة مستقلّون لا سلطان عليهم لغير القانون ؟؟؟ و في هذه المسألة نقول أنّ الإختيار هو إنتخاب و الإنتخاب هو تجسيد للشرعيّة  و ليس أفضل من إنتخاب هياكل الدولة من قبل ممثلي الشعب


 يقول الكاتب :
كي نجيو نلخصو نلقاو إلي النهضة تحب على نظام سياسي ينتخب فيه المواطن مرة برك، وينتخب فيه سلطة واحدة تقوم بتعيين السلطة التنفيذية، و بتعيين زادة السلطة الدستورية و بتعيين جزء هام من السلطة القضائية وهي القضاء الإداري ... وبعد يجيو يحكيو على الفصل بين السلط. وخاصة انو بدهاء كبير يحبوا يمررو انو الحزب إلي يجيب أكثر مقاعد - ومش بالضرورة الأغلبية - هو إلي يكون عندو القرار.


ما نحبش نوصل لسوء النية لكن آش مازال على الدكتاتورية؟ قبل كان بن علي يعين الحكومة و القضاة و المجلس الدستوري و مجلس المستشارين، توة النهضة تحب برلمان يمكن لأقلية فيه أن تتحصل على نفس الصلاحيات... على فكرة النظام إلي تقترح فيه النهضة يشبه لحد كبير لجمهورية فايمار 1919-1923 إلي كانت قائمة على نظام برلماني بغرفة واحدة وإلي إستغلو أدولف هتلر عبر الحزب النازي باش يوصل للحكم ويجمع كل السلطات في يديه.

نقول: النهضة تريد نظام سياسي ينتخب فيه المواطن مرّة واحدة ؟؟؟أدعوك لقراءة النقطة 16 من البرنامج و هي تقول توسيع إعتماد الإنتخاب في مواقع المسؤوليّة و إعطاء صلاحيات أشمل للمجالس الجهوية المتخبة و هذه النقطة كافية لكي تردّ على إفتراءات الكاتب  
إنتخاب سلطة واحدة و تعيين بقيّة السلطات خطأ و قد بينت أن المجلس الأعلى للقضاء سيكون منتخبا من قبل القضاة و الحكومة هي معينة من قبل المنتخبين اي الحزب الفائز و القضاء الإداري هو قضاء تابع للوزارة الأولى و ليس له صلة بالمجلس الأعلى للقضاء و فيه خصوصيّة لا يدركها الكثيرون و هي خبرة القاضي الإداري في المقررات الإدارية و المجال الإداري و  على أساسها يقع تعيين القضاة الإداريين الذين يسمون بقضاة الحريات و لم يرضخ هؤلاء في عهد الدكتاتورية و كانت قراراتهم رائدة لكن جهل البعض بالمنظومة القضائية التونسية جعلهم يتكلمون في مجال لا يقترب منه إلاّ المختصون  البقيّة فعلا لا أرى بعد دحضي لجلّ النقاط التي تناولتها إلاّ سوء نيّة يمكن أن تكون ناتجة عن جهل